هل الحب حاجه؟؟ أم حاله؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة: اتمنى في بداية حديثي عن هذا الموضوع ألايذهب القارئ الى عنوان الموضوع ويترك مضمونه ، فالهدف من طرح هذا الموضوع هدف تربوي اردت تحقيق جزء منه في طرحي المتواضع وتحقيق البقية في مداخلاتكم التي اثق في اثرائها لموضوعي . الحب كلمة نتردد كثيرا عند الحديث عنها لأسباب قد تكون اجتماعية خاصة بالمعايير والقيود الاجتماعية التي تنظر الى هذا الأمر نظرة ضيقة من جانبه السيء وقد تكون نفسية تتعلق بالخبرات التي غرسها في نفوسنا الاعلام وخاصة الخارجي وقد تكون غير ذلك ولكن الواقع يختلف بكثير فنحن لانستطيع أن نتعايش مع ممن حولنا بدون هذه المشاعر السامية وديننا الحنيف حثنا في كثير من المواضع على تنمية هذا الشعور منها حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام (تهادوا تحابوا) وغيره الكثير ، وقد اعجبت كثيرا برد للشيخ الجليل سلمان العودة في برنامجه التفزيوني على هذه المسألة عندما نوقش موضوع عيد الحب فقال أننا أمة نؤمن بالحب بل وننادي به في كل وقت ولانحتاج الى يوم مخصص له.

ولإيماني العميق بأهمية الحديث بمثل هذه الموضوعات لما لها من أثر على سلوك الفرد والمجتمع أحببت طرح موضوعي لعدة أسباب من أهمها :
1- التعرف على الحب هل هو حالة أم حاجة؟
2- انواع الحب
3- ضرورة الحوار مع ابناءنا وطلابنا حول هذا الموضوع وتوجيهه الوجهة السليمة وعلى وجه الخصوص المراهقين .
4- الآثار النفسية والاجتماعية المترتبة على الفهم الصحيح للحب وتصنيفه ضمن الحالة أو الحاجة

صنف ماسلو في هرمه الحاجات الانسانية الى حاجات أولية وثانوية ووضع الحاجة الى الحب في المرتبة الثالثة تقريبا وذلك لأهميتها وحاجة الانسان الملحة له ، فكل منا يولد بحاجة الى حب من حوله من اسرته وهو طفل ثم تتوسع الدائرة في المراهقة الى جماعة الأصدقاء بل وتصبح الحاجة هنا أكثر من الأسرة لانتماء المراهق الشديد لجماعة الأصدقاء بحكم طبيعة المرحلة وخصائصها ثم تتوسع الدائرة شيئا فشيئا حتى يصل الى مرحلة الحاجة الى حب الزوجة والابناء والأحفاد الى جانب الحب الذي لانؤمن حتى نعتقد به وهو حب الله ورسوله . وسعي الانسان الى اشباع تلك الحاجات امر مشروع ومطلوب للاستقرار النفسي لأن الحاجة باختصار شديد عبارة عن نقص في اتزان الكائن الحي تدفعه لاستعادة هذا التوازن باشباعها . واشباع تلك الحاجة يمر بلاشك بمراحل منها الحالة التي تحدثنا عنها والتي يشعر فيها الانسان بالنشوة والسعادة عندما يعيشها ثم يبدأ بتخطي تلك الحالة الى مرحلة الاشباع فيقف الانسان السوي عند تلك المرحلة لأن هدفه الاستقرار والاتزان أما من يكون غير ذلك فتستهويه الحالة التي مر بها( وهي بلاشك تتصف بمذاق خاص ) فيبدأ بالبحث عن حالات أكثر وهنا المشكلة التي يعاني منها الكثير ممن سلكوا طريقا يؤدي في نهاية المطاف الى الاضطراب النفسي لتعدد الحالات التي اشبهها بالمادة المخدرة التي يشعر معها الانسان بالنشوة فيبدأ بالبحث عنها في كل مكان ويمكن أن يخسر شيئا كثيرا من انسانيته ومبادئه في سبيل الحصول عليها وهي وهم ليس له نهاية . لذلك ينبغي على الانسان ان ينظر الى الحب كحاجة من الحاجات النفسية له الحق في البحث عنه بالطرق المشروعة التي تتوافق مع تعاليم ديننا الحنيف وتقاليدنا الاجتماعية ويحذر أشد الحذر من الوقوع في فخ الحالة .

يبقى كيف نعلم ابناءنا وطلابنا هذه المشاعر ونستطيع توجيهها الوجهة السليمة بالحوار الشفاف الذي يتناسب مع مراحلهم العمرية خاصة ونحن نعيش في عصر الفضائيات والانفتاح على الثقافات المختلفة . وفي الحقيقة أنني لست مؤيدا لمن يصف حديث ابنه أو ابنته (بالكلام الفاضي) عندما يتحدثون عن هذا الأمر بل يجب علينا مبادرة الأبناء واستثارة مثل هذه الموضوعات وتوجيهها . وبطبيعة الحال هذا الأمر ليس خاصا بالأطفال فقط وانما يعاني منه الكثير من الراشدين .
في ختام حديثي اتمنى أن اكون قد وفقت في ايصال رسالتي وكلي أمل أن يتحقق الهدف من الطرح بمداخلات الاخوة والأخوات والتي أثق باثرائها لموضوعي المتواضع

منقول للأمانه